ليتهم يصومون مثلنا!!!

نحن السعوديين ـ والحمد لله على قولةِ نحن ـ نتميزُ فيما نتميز عن بقية البشر، بأن الصوم عندنا هو: الامتناع عن مباحاتٍ محدودة كالماء، والشراب، والرفث إلى ـ وليس "على" ـ نسائنا، طيلة نهار رمضان المعظَّم! وقد ابتلينا هذا العام بأزماتٍ تزيد في الأجر والثواب، وتسهل الصيام في هذا القيظ اللاهب: فمع مطلع العام ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية لتساعدنا في تغيير عاداتنا الغذائية الجشعة، التي كان يعاني منها بعضنا الأبعض، حتى في ليل رمضان! ثم توالت علينا أزمات شُحِّ المياه، متزامنة مع انحباس المطر وفشل محاولات الاستمطار، لكي تساعدنا في الصبر عن الماء، وعدم إهدار "الريق" في معاقبة الخدم والأولاد والزوجات، ومن يصفُّ معهم! لنعرف قيمة استحلابه، في نهار رمضان! ناهيكم عن أزمات اعتذارات الخطوط/ خطوط الرقعة والنسخ، المتكررة وشركة الكهرباء الأولى، والأخيرة!
أما عن الرفث إلى ـ وليس "على" ـ نسائنا، فقد ارتفعت نسبة الطلاق وأصبح الأصل في العلاقات الزوجية هو التنافر و"المناقر"، والإغراق في أحلام اليقظة مع "مهند" و"لميس" ـ أستغفر الله ـ وهو ما سيشجع الأزواج، رجالاً ونساءً، على تطويل التهجد وإحياء سُنَّة الاعتكاف في المساجد و..الاستراحات!
نعود إلى السطر الأول ـ إن كنتَ لا تزال صامداً كما يليق بالصائمين ـ فنشدِّد على تميزنا نحن السعوديين ـ والحمد لله على قولة نحن ـ بقلة الممنوعات من المباحات، فغيرنا في بلاد الله الأخرى يلزمهم ـ إن كانوا يخافون الله ـ أن يصوموا عن أمورٍ محرَّمةٍ أصلاً في رمضان، وفي غيره: فقد لا تصدقون أن هناك مجتمعات، بعيدة عنا هنااااااك، بعيييييد: تكذب وتكذب أكثر مما تذكر الله تعالى! فلم تعد منافقةً بل "مردت على النفاق" عياذاً بالله! وتأكل ـ اسم الله علينا ـ "لحوم البشر" ميتةً بالغيبة والنميمة! والله العظيم، لكم حق أن تطير عيونكم "اليسنى" و"اليمرى" لأن هذا لم، ولن، ولا "بأنواعها" يحدث عندنا نحن السعوديين ، والحمدلله على قولة نحن! فهل سمعتم ـ مثلاً يعني ـ أن عندنا عريساً يتبادل مع عروسه أكاذيب "التميلح"، ليصوَّر كلٌّ منهما للآخر أنه قادم من كوكبٍ لا يرى بالحسابات الفلكية؟ وهل سمعتم أن لدينا موظفاً يشتري تقريراً من مستوصفٍ في وزارةِ الأخطاء الطبية ـ هكذا اسم وزارة الصحة هناااااك بعييييد ـ يفيد بأنه يحتاج للزوم الفراش لمدة ..كم كانت إجازتك في تايلاند؟ أم سمعتم عندنا عن كلمة "رشوة"؟ ياربـي: كيف أشرحها لكم؟ إنها نوعٌ من الفساد البيروقراطي ..نعم؟ صح والله معكم حق: هل عرفنا الأولى حتى نعرف الثانية؟ فكيف لو حاولت ـ مجرد محاولة ـ أن أشرح لكم بعض ما يحدث هناااااااك بعيييييد ،من اختلاس للمال العام، وتعطيلٍ للمشاريع التنموية الحيوية و.. سامحونـي، جرحتُ صيامكم، ولكن كله بثوابه، وتذكروا أن كل هذه المنكرات، تحدث هنااااااك بعييييد، والحمد لله على قولة "نحن"!